يا من حُملت على الأكتاف
ووُدِعت بلحني الشهيد والوداع
أنت من سخت عليه عيوننا بالعبرات
وفطرت قلوبنا من لوعة الفراق
وعدتَ بالوفاء لبلدك ولبيت دعوته بوفاء
صرخة أمك شقت جدار الصمت والأحزان
وغصّة أبيك كسرت النفوس والأرواح
ما ذنب أطفالك على صدر أمهم ينحبون فلا يتركهم البكاء
فتح ثرى الوطن لك مصراعاه بكل اعتزاز
وكنتَ للحرية أجمل قربان
زادت سورية بك عظمة وتقدَّسَ التراب
ارتوى الغدر والخيانة من أطهر الدماء
لكنه مازال ظمآن
أعداد من المشفى بازدياد
وبالورد والأرز تُوَّدع الأجساد
صنعتَ لنا جسراً في الحياة
إلى الحرية والكرامة والإباء
وشيّدتَ مدارس للأبناء
تجبلُ النفوس بالمحبة والإخاء
زدت شعبنا إيمان
بالله وقدرته على نصر العباد
كان الصبر لك الملاذ
تحملّت القهر والتنكيل وأشدّ العذاب
لتحمي أطفالاً وشيوخاً ونساء
استحتِ الكلمات أمام ما قدّمتَه من تضحيات
واختبأت القصائد وراء الدمع حياء
لكنك عريسٌ زُفَّ إلى مثواه الأخير في جنان الله
رفاقك على دربك شدّوا الرحال
وكنت لهم الرمز الشفاف
لمحبة الوطن والإخلاص
عبّقتْ ريح دمك الذكية ذرات الهواء
ونبتت عند قبرك الأقحوان والنرجس والأزهار
اعتزّت بك القلوب وتباهت الشهادة بك افتخار
والموت أمام صبرك انحنى إجلاء
لما منحته من وسام شرف باسمك المغوار
تلك الأحجار المتحجرة لم يتحرك لها رمش عند قتلك ظلم وبهتان
ولن يطيب لنا عيش حتى نأخذ بثأرك وثأر الوطن وأخوانك الأطهار
لك ولمن انهمرت لهم الدموع من عذاب الأشواق
أنت يا من رخصت عليه نفسه لرفض الذل والإرهاب
أناديك بأعلى صوت
رحمك الله