الفصل الخامس
الجنة والنار
كان صديقنا الدكتور واثقا من نفسه كل الثقة هذه المرة وهو يلوك الكلمات ببطء ليلقي بالقنبلة
- كيف يعذبنا الله وهو الرحمن الرحيم على ذنب محدود في الزمن بعذاب لا محدود في الأبد ( النار خالدين فيها أبدا )
ومن نحن وماذا نساوي بالنسبة لعظمة الله حتى ينتقم منا هذا الانتقام ..
وما الإنسان إلا ذرة أو هبأة في الكون وهو بالنسبة لجلال الله أهون من ذلك بكثير .. بل هو اللاشيء بعينه .
ونحن نصحح معلومات الدكتور فنقول .
أولا - إننا لسنا ذرة ولا هبأة في الكون .. وإن شاننا عند الله ليس هينا بل عظيما ..
ألم ينفخ فينا من روحه ..
ألم يسجد لنا الملائكة ..
ألم يعدنا بميراث السماوات والأرض ويقول عنا :
( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) .
إن فينا إذا من روح الله .
ونحن بالنسبة للكون لسنا ذرة ولا هبأة ..
إننا نبدو بالنظر إلى أجسادنا كذرة أو هبأة بالنسبة للكون الفسيح الواسع .
ولكن ألا نحتوي على هذا الكون ونستوعبه بعقلنا وندرك قوانينه وأفلاكه ونرسم لكل كوكب مداره ..
ثم ينزل رائد الفضاء على القمر فيكتشف أن كل ما استوعبناه بعقلنا على الأرض كان صحيحا ..
وكل ما رسمناه كان دقيقا .
ألا يدل هذا على أننا بالنظر إلى روحنا أكبر من الكون وأننا نحتوي عليه وأن الشاعر كان على حق حينما خاطب الإنسان قائلا :
وتحسب أنك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر
وإن الإنسان كما يقول الصوفية هو الكتاب الجامع والكون صفحاته .
إذا الإنسان عظيم الشأن كبير الخطر.
وهو من روح الله .
وأعماله تستوجب المحاسبة .
أما عن الذنب المحدود في الزمان الذي يحاسبنا الله عليه بعذاب اللامحدود في الأبد ..
فمغالطة أخرى وقع فيها الدكتور العزيز الواثق من نفسه .
فالله يقول عن هؤلاء المخلدين في النار حينما يطلبون العودة إلى الدنيا ليعملوا غير ما عملوا ..
يقول سبحانه :
( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون).
أي أن ذنبهم ليس ذنبا محدودا في الزمان بل هو خصلة ثابتة سوف تتكرر في كل زمان ..
ولو ردوا لعادوا إلى ذنبهم وإنهم لكاذبون .
هي إذن صفحة مؤبدة في النفس وليست سقطة عارضة في ظرف عارض في الدنيا .
وهو يقول عنهم في مكان آخر :
( يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء .. ألا إنهم هم الكاذبون ) .
هنا لون آخر من الإصرار والتحدي يصل إلى أنهم يواجهون الله بالكذب والحلف الكذب وهم بين يديه يوم الموقف العظيم يوم ترفع الحجب وينكشف الغطاء ..
وهذا غاية الجبروت والصلف .
ولسنا هنا أمام ذنب محدود في الزمان . بل أمام ذنب مستمر في الزمان وبعد أن يطوى الزمان وكل زمان ..
نحن هنا أمام نفس تحمل معها شرها الأبدي .
ومن هنا كان تأبيد العذاب لهذه النفس عدلا .
ولهذا تقول عنهم الآية في صراحة :
( وما هم بخارجين من النار )
ويقول ابن عربي :
إن الرحمة بالنسبة لهؤلاء أنهم سوف يتعودون على النار .. وتصبح تلك النار في الآباد المؤبدة بيئتهم الملائمة .
ولا شك أن هناك مجانسة بين بعض النفوس المجرمة وبين النار ..
فبعض تلك النفوس هي في حقيقتها شعلة حسد وحقد وشهوة وغيرة وغل وضرام من الغضب والنقمة والثورة والمشاعر الإجرامية المحتدمة وكأنها نار بالفعل .
مثل تلك النفوس لا تستطيع أن تعيش في سلام .. ولا تستطيع أن تحيا ساعة دون أن تشعل حولها حربا .. ودون أن تضرم حولها النيران .. لأن النيران هي بيئتها وطبيعتها .
ومثل تلك النفوس يكون قرارها في النار هو الحكم العدل ويكون هذا المصير من قبيل وضع الشيء في مكانه ..
فلو أنها أدخلت الجنة لما تذوقتها .
ألم تكن ترفض السلام في الأرض ؟
وينبغي أن نفهم النار والجنة في الآخرة فهما واسع الأفق ..
فالنار في الآخرة ليست شواية . وليس ما يجري فيها هو الحريق بالمعنى الدنيوي فالله يقول إن المذنبين يتكلمون ويتلاعنون وأن النار فيها شجرة لها ثمر ..
هي شجرة الزقوم التي تخرج من أصل الجحيم .. كما أن فيها ماء حميما يشرب منه المعذبون .
مثل تلك النار التي فيها شجرة الزقوم وفيها ماء ..
ويتكلم فيها الناس فلا بد أنها نار غير النار :
( كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون ).
إنهم يتكلمون وهم في النار وهي نار :
(وقودها الناس والحجارة )
هذه النار إذا من قبيل الغيب ..
وما ورد عنها إشارات .
ولا يجب أن يفهم من هذا الكلام أننا ننكر العذاب الحسي ونقول بالعذاب المعنوي ..
فإن العذاب الحسي صريح لا يجوز الشك فيه ونحن نؤمن بوجوده .
وإنما نقول إن تفاصيل هذا العذاب وكيفيته .. كما أن كيفية تلك النار وأوصافها التفصيلية ..
هي غيب مجهول .. فهي على ما يبدو في الإشارات القرآنية .. نار غير النار ..
كما أن أجسامنا في تحملها لتلك النار هي غير الأجسام الترابية الهشة التي لنا الآن ...
ونفس الشيء في الجنة .. فهي ليست سوق خضار وبلح ورمان وعنب ..
وإنما تلك الأوصاف القرآنية هي مجرد إشارات وضرب أمثلة وتقريب إلى الأذهان .
( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه )
" مثل الجنة " .. أي أننا نضرب مثلا يقرب فهم الجنة إليك ولكن الحقيقة أن التفاصيل غيب .
( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) .
( جنة عرضها السموات والأرض ) .
فهي لا يمكن أن تكون مجرد حديقة .
( وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة ) .
فهي غير فاكهتنا المقطوعة والممنوعة .. وخمر:
( لا يصدعون عنها ولا ينزفون ) .
فهي غير خمرنا التي تصدع الرأس وتنزف العقل
ويقول القرآن عن أهل الجنة :
( ونزعنا ما في صدورهم من غل )
ها هنا نفوس طهرت بطريقة لا نعلمها .
الجنة إذا هي الأخرى غيب وليس في هذا الكلام أي إنكار للنعيم الحسي فنحن نؤمن بأن الجنة نعيم حسي ومعنوي معا كما أن النار عذاب حسي ومعنوي ولكن ما نريد تأكيده أن تفاصيل هذا النعيم أو العذاب وكيفياته غيب .
وأن الجنة ليست سوقا للفاكهة والخضار ولا النار فرنا لشوي اللحم .
وإن التعذيب في الآخرة ليس تجبرا من الله على عباده وإنما هو تطهير وتعريف وتقويم ورحمة .
( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم )
فالأصل هو عدم العذاب .
والله لا يعذب العارف المؤمن وإنما ينصب عذابه على الجاحد المنكر الذي فشلت معه كل وسائل الهداية والتعريف والتفهيم .
( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ) .
سنة الله أن يذيق هؤلاء من العذاب الأصغر في الدنيا لإيقاظهم من غفلتهم ولإزعاجهم من هذا المم والسبات .. " لعلهم يرجعون " .
فإذا لم تفلح كل الوسائل ..
وظل المنكر على إنكاره لم يبق إلا مواجهته بالعذاب الحق لتعريفه ..
والتعريف بالحق هو عين الرحمة ..
ولو أن الله تركهم على عماهم وجهلهم وأهملهم لكان في حقه ظلما ..
سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ..فالعرض على النار بالنسبة لهؤلاء الجهال .. عناية .
وكل أفعال الله رحمة ..
يرحم الجاهل بالجحيم تأديبا وتعليما .
ويرحم العارف بالجنة فضلا وكرامة .
( عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء )
فجعل رحمته تسع كل شيء حتى العذاب .
ثم دعونا نسأل الدكتور ..
أيكون الله أكثر عدلا في نظره لو أنه ساوى بين الظالمين والمظلومين وبين السفاحين وضحاياهم فقدم لكل حفلة شاي في الآخرة .
وهل العدل في نظر الدكتور أن يستوي الأبيض والأسود .
وللذين يستبعدون عن الله أن يعذب نقول : ألا يعذبنا الله بالفعل في دنيانا ؟..
وماذا تكون الشيخوخة والمرض والسرطان إلا العذاب بعينه .
ومن خالق الميكروب ..؟!!
أليست جميعها إنذارات بأننا أمام إله يمكن أن يعذب .
الجنة والنار
كان صديقنا الدكتور واثقا من نفسه كل الثقة هذه المرة وهو يلوك الكلمات ببطء ليلقي بالقنبلة
- كيف يعذبنا الله وهو الرحمن الرحيم على ذنب محدود في الزمن بعذاب لا محدود في الأبد ( النار خالدين فيها أبدا )
ومن نحن وماذا نساوي بالنسبة لعظمة الله حتى ينتقم منا هذا الانتقام ..
وما الإنسان إلا ذرة أو هبأة في الكون وهو بالنسبة لجلال الله أهون من ذلك بكثير .. بل هو اللاشيء بعينه .
ونحن نصحح معلومات الدكتور فنقول .
أولا - إننا لسنا ذرة ولا هبأة في الكون .. وإن شاننا عند الله ليس هينا بل عظيما ..
ألم ينفخ فينا من روحه ..
ألم يسجد لنا الملائكة ..
ألم يعدنا بميراث السماوات والأرض ويقول عنا :
( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) .
إن فينا إذا من روح الله .
ونحن بالنسبة للكون لسنا ذرة ولا هبأة ..
إننا نبدو بالنظر إلى أجسادنا كذرة أو هبأة بالنسبة للكون الفسيح الواسع .
ولكن ألا نحتوي على هذا الكون ونستوعبه بعقلنا وندرك قوانينه وأفلاكه ونرسم لكل كوكب مداره ..
ثم ينزل رائد الفضاء على القمر فيكتشف أن كل ما استوعبناه بعقلنا على الأرض كان صحيحا ..
وكل ما رسمناه كان دقيقا .
ألا يدل هذا على أننا بالنظر إلى روحنا أكبر من الكون وأننا نحتوي عليه وأن الشاعر كان على حق حينما خاطب الإنسان قائلا :
وتحسب أنك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر
وإن الإنسان كما يقول الصوفية هو الكتاب الجامع والكون صفحاته .
إذا الإنسان عظيم الشأن كبير الخطر.
وهو من روح الله .
وأعماله تستوجب المحاسبة .
أما عن الذنب المحدود في الزمان الذي يحاسبنا الله عليه بعذاب اللامحدود في الأبد ..
فمغالطة أخرى وقع فيها الدكتور العزيز الواثق من نفسه .
فالله يقول عن هؤلاء المخلدين في النار حينما يطلبون العودة إلى الدنيا ليعملوا غير ما عملوا ..
يقول سبحانه :
( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون).
أي أن ذنبهم ليس ذنبا محدودا في الزمان بل هو خصلة ثابتة سوف تتكرر في كل زمان ..
ولو ردوا لعادوا إلى ذنبهم وإنهم لكاذبون .
هي إذن صفحة مؤبدة في النفس وليست سقطة عارضة في ظرف عارض في الدنيا .
وهو يقول عنهم في مكان آخر :
( يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء .. ألا إنهم هم الكاذبون ) .
هنا لون آخر من الإصرار والتحدي يصل إلى أنهم يواجهون الله بالكذب والحلف الكذب وهم بين يديه يوم الموقف العظيم يوم ترفع الحجب وينكشف الغطاء ..
وهذا غاية الجبروت والصلف .
ولسنا هنا أمام ذنب محدود في الزمان . بل أمام ذنب مستمر في الزمان وبعد أن يطوى الزمان وكل زمان ..
نحن هنا أمام نفس تحمل معها شرها الأبدي .
ومن هنا كان تأبيد العذاب لهذه النفس عدلا .
ولهذا تقول عنهم الآية في صراحة :
( وما هم بخارجين من النار )
ويقول ابن عربي :
إن الرحمة بالنسبة لهؤلاء أنهم سوف يتعودون على النار .. وتصبح تلك النار في الآباد المؤبدة بيئتهم الملائمة .
ولا شك أن هناك مجانسة بين بعض النفوس المجرمة وبين النار ..
فبعض تلك النفوس هي في حقيقتها شعلة حسد وحقد وشهوة وغيرة وغل وضرام من الغضب والنقمة والثورة والمشاعر الإجرامية المحتدمة وكأنها نار بالفعل .
مثل تلك النفوس لا تستطيع أن تعيش في سلام .. ولا تستطيع أن تحيا ساعة دون أن تشعل حولها حربا .. ودون أن تضرم حولها النيران .. لأن النيران هي بيئتها وطبيعتها .
ومثل تلك النفوس يكون قرارها في النار هو الحكم العدل ويكون هذا المصير من قبيل وضع الشيء في مكانه ..
فلو أنها أدخلت الجنة لما تذوقتها .
ألم تكن ترفض السلام في الأرض ؟
وينبغي أن نفهم النار والجنة في الآخرة فهما واسع الأفق ..
فالنار في الآخرة ليست شواية . وليس ما يجري فيها هو الحريق بالمعنى الدنيوي فالله يقول إن المذنبين يتكلمون ويتلاعنون وأن النار فيها شجرة لها ثمر ..
هي شجرة الزقوم التي تخرج من أصل الجحيم .. كما أن فيها ماء حميما يشرب منه المعذبون .
مثل تلك النار التي فيها شجرة الزقوم وفيها ماء ..
ويتكلم فيها الناس فلا بد أنها نار غير النار :
( كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون ).
إنهم يتكلمون وهم في النار وهي نار :
(وقودها الناس والحجارة )
هذه النار إذا من قبيل الغيب ..
وما ورد عنها إشارات .
ولا يجب أن يفهم من هذا الكلام أننا ننكر العذاب الحسي ونقول بالعذاب المعنوي ..
فإن العذاب الحسي صريح لا يجوز الشك فيه ونحن نؤمن بوجوده .
وإنما نقول إن تفاصيل هذا العذاب وكيفيته .. كما أن كيفية تلك النار وأوصافها التفصيلية ..
هي غيب مجهول .. فهي على ما يبدو في الإشارات القرآنية .. نار غير النار ..
كما أن أجسامنا في تحملها لتلك النار هي غير الأجسام الترابية الهشة التي لنا الآن ...
ونفس الشيء في الجنة .. فهي ليست سوق خضار وبلح ورمان وعنب ..
وإنما تلك الأوصاف القرآنية هي مجرد إشارات وضرب أمثلة وتقريب إلى الأذهان .
( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه )
" مثل الجنة " .. أي أننا نضرب مثلا يقرب فهم الجنة إليك ولكن الحقيقة أن التفاصيل غيب .
( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) .
( جنة عرضها السموات والأرض ) .
فهي لا يمكن أن تكون مجرد حديقة .
( وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة ) .
فهي غير فاكهتنا المقطوعة والممنوعة .. وخمر:
( لا يصدعون عنها ولا ينزفون ) .
فهي غير خمرنا التي تصدع الرأس وتنزف العقل
ويقول القرآن عن أهل الجنة :
( ونزعنا ما في صدورهم من غل )
ها هنا نفوس طهرت بطريقة لا نعلمها .
الجنة إذا هي الأخرى غيب وليس في هذا الكلام أي إنكار للنعيم الحسي فنحن نؤمن بأن الجنة نعيم حسي ومعنوي معا كما أن النار عذاب حسي ومعنوي ولكن ما نريد تأكيده أن تفاصيل هذا النعيم أو العذاب وكيفياته غيب .
وأن الجنة ليست سوقا للفاكهة والخضار ولا النار فرنا لشوي اللحم .
وإن التعذيب في الآخرة ليس تجبرا من الله على عباده وإنما هو تطهير وتعريف وتقويم ورحمة .
( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم )
فالأصل هو عدم العذاب .
والله لا يعذب العارف المؤمن وإنما ينصب عذابه على الجاحد المنكر الذي فشلت معه كل وسائل الهداية والتعريف والتفهيم .
( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ) .
سنة الله أن يذيق هؤلاء من العذاب الأصغر في الدنيا لإيقاظهم من غفلتهم ولإزعاجهم من هذا المم والسبات .. " لعلهم يرجعون " .
فإذا لم تفلح كل الوسائل ..
وظل المنكر على إنكاره لم يبق إلا مواجهته بالعذاب الحق لتعريفه ..
والتعريف بالحق هو عين الرحمة ..
ولو أن الله تركهم على عماهم وجهلهم وأهملهم لكان في حقه ظلما ..
سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ..فالعرض على النار بالنسبة لهؤلاء الجهال .. عناية .
وكل أفعال الله رحمة ..
يرحم الجاهل بالجحيم تأديبا وتعليما .
ويرحم العارف بالجنة فضلا وكرامة .
( عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء )
فجعل رحمته تسع كل شيء حتى العذاب .
ثم دعونا نسأل الدكتور ..
أيكون الله أكثر عدلا في نظره لو أنه ساوى بين الظالمين والمظلومين وبين السفاحين وضحاياهم فقدم لكل حفلة شاي في الآخرة .
وهل العدل في نظر الدكتور أن يستوي الأبيض والأسود .
وللذين يستبعدون عن الله أن يعذب نقول : ألا يعذبنا الله بالفعل في دنيانا ؟..
وماذا تكون الشيخوخة والمرض والسرطان إلا العذاب بعينه .
ومن خالق الميكروب ..؟!!
أليست جميعها إنذارات بأننا أمام إله يمكن أن يعذب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
بسم الله الرحمن الرحيم
اهلا بكم . اسعد دوما بزيا راتكم
وابداء ارائكم وتعليقا تكم
فلا تبخلو علية بتوقعا تكم
امضاء ..
عصام حلمى الفقير الى الله