الجمعة، 17 أغسطس 2012

محمد عبدة


مُساهمةموضوع: تقرير تفصيلي عن محمد عبده   الأحد ديسمبر 05, 2010 6:54 am


[size=25] (1849- 1905)



محمد بن عبده بن حسن خير الله .


نشأته :

ولد « محمد عبده » في عام 1266هـ ـ 1849م لأب تركماني الأصل ، وأم مصرية تنتمي إلى قبيلة « بني عدي » العربية ، وولد في « حصة شبشير » من قرى الغربية ، ونشأ في قرية « محلة نصر » بمحافظة البحيرة ، تبعد عن دمنهور 15كم .

قام والده بإرساله إلى كتاب القرية حيث تلقى دروسه الأولى ، ثم بعد ذلك وفي سن الخامسة عشر تقريبًا التحق « بالجامع المحمدي » ـ جامع السيد البدوي بطنطا ـ ، حيث تلقى علوم الفقه واللغة العربية كما حفظ القرآن الكريم وجوَّده . انتقل بعد ذلك الشيخ محمد عبده إلى الدراسة في الأزهر الشريف وذلك في عام 1865م ، وتلقى في هذه الجامعة العلمية والدينية علومه المختلفة ، فدرس الفقه والحديث والتفسير واللغة والنحو والبلاغة وغير ذلك من العلوم الشرعية واللغوية ، استمر في الدراسة في الأزهر حتى حصل على شهادة العالمية منه عام 1877م .

حاول محمد عبده الانفتاح على العلوم الأخرى والتي لم يكن الأزهر يهتم بتدريسها في هذا الوقت ، ووجد ضالته في بعض الشخصيات التي أثرت في حياته بشكل فعلي منهم الشيخ درويش خضر ، والذي كان يقدم له النصح دائمًا ويحثه على ضرورة التعرف على مختلف العلوم الأخرى بجانب العلوم الشرعية والفقهية ، وبعد ذلك تعرف محمد عبده على الشيخ حسن الطويل الذي كان على دراية بعدد من العلوم مثل الرياضيات والفلسفة ، وتلقى على يديه عدد من الدروس ، ثم يأتي دور جمال الدين الأفغاني في حياة محمد عبده وتنشأ بين الاثنان صداقة قوية .
الحياة العلمية
قام محمد عبده بالتدريس في العديد من الأماكن ، منها الأزهر الشريف الذي قام بتدريس المنطق والفلسفة والتوحيد فيه ، ودرّس في دار العلوم مقدمة ابن خلدون ، كما قام بالتدريس في مدرسة الألسن .

قام بتأليف كتاب في علم الاجتماع والعمران ، كما قام بكتابة عدد من المقالات في عدد من الجرائد مثل جريدة الأهرام .
تدريسه لكتب المعتزلة والمتكلمين في الأزهر :
وكان الأستاذ الإمام يلتمس عند عودته إلى القاهرة هذه العلوم عند من يعرفها إلى أن جاء السيد جمال الدين الأفغاني في شهر محرم 1287هـ فتلقى عنه بعض العلوم الرياضية والفلسفية والكلامية ويدعو الناس إلى التلقي عنه ، فقرأ على السيد الزوراء للدواني في التصوف ، وشرح القطب على الشمسية والمطالع وسلم العلوم في المنطق ، والهداية والإشارات وحكمة العين وحكمة الإشراق في الفلسفة ، وعقائد الجلال الدواني في التوحيد ، والتوضيح مع التلويح في الأصول ، والجغميني وتذكرة الطوسي في الهيئة القديمة وكتابًا آخر في الهيئة الجديدة .

وظهر تأثير السيد على الأستاذ سريعًا فبدأ في الكتابة والتأليف ، واتفق مع بعض الطلاب على أن يقرأ لهم بعض كتب في المنطق وعلم الكلام مما لم يكن يقرأ مثلها في الأزهر فكثر سواد المجتمعين عليه ، حتى اشتهر أمره مما أحفظ عليه قلب الشيخ محمد عليش الذي بلغه أن محمد عبده يقرأ كتب المعتزلة والمتكلمين في الأزهر ويرجح مذهبهم ، وكان الشيخ عليش ـ كما يقول العقاد ـ رجلًا صالحًا عفيفًا عن المطامع الدنيوية التي كانت تستهوي طلاب المظاهر من علماء عصره ، وكان مخلصًا صادق النية في كراهة البدع التي يخشى منها على الدين ([1]) . وكبر عليه / أن يقرأ أحد مثل تلك الكتب في الأزهر ، فأرسل إلى محمد عبده وناقشه نقاشًا أفضى إلى نزاع وخصومه قيل أنه ترك التدريس على إثرها في الأزهر ، وقيل أنه لم يتركه وأنه كان يضع بجانبه عصًا ، وقال : إذا جاء الشيخ بعكازه فله هذه العصا .
الصحافة
قام رياض باشا ( رئيس النظار في عهد الخديوي توفيق ) بتعين محمد عبده في جريدة الوقائع المصرية ، وهي الجريدة التي قام رياض باشا بإجراء بعض الإصلاحات عليها وضم بها عدد من الشخصيات البارزة للعمل فيها مثل سعد زغلول ، ومحمد خليل ، والشيخ محمد عبده ، حيث قام محمد عبده بمهمة التحرير والكتابة في القسم الخاص بالمقالات الإصلاحية الأدبية والاجتماعية .

قامت الثورة العرابية في عام 1882م وكان محمد عبده من مؤيديها ، فتم القبض عليه وحكم عليه بالنفي لمدة ثلاث سنوات .
في المنفي

انتقل محمد عبده إلى بيروت حيث مكث بها قرابة العام ، ثم انتقل بعدها إلى باريس ليكون بالقرب من أستاذه وصديقه جمال الدين الأفغاني ، حيث قاموا معًا بتأسيس جريدة « العروة الوثقى » ولكن للأسف هذه الجريدة لم تستمر كثيرًا حيث أثارت المقالات التي كانت تكتب بها حفيظة الإنجليز والفرنسيين خاصة وأنها كانت تتضمن مقالات تندد بالاستعمار وتدعو للتحرر من الاحتلال الأجنبي بجميع أشكاله ، فتم إيقاف إصدارها .

عاد مرة أخرى لبيروت حيث قام بتأليف عدد من الكتب ، والتدريس في بعض مساجدها ، ثم انتقل للتدريس في « المدرسة السلطانية » في بيروت ، حيث عمل على الارتقاء بها وتطويرها ، كما شارك بكتابة بعض المقالات في جريدة « ثمرات الفنون » ، وقام بشرح « نهج البلاغة » ، ومقامات « بديع الزمان الهمذاني » .
العودة للوطن

صدر العفو عن محمد عبده بعد ست سنوات قضاها في المنفى ، فعاد إلى مصر وكان يراوده حلم دائمًا بمحاولة الإصلاح في المؤسسات الإسلامية ، ومحاولة النهضة بالتعليم وتطويره ، عين محمد عبده قاضيًا أهليًا في محكمة بنها ، ثم في محكمة الزقازيق وعابدين ، ثم مستشارًا في محكمة الاستئناف .

تعلم محمد عبده اللغة الفرنسية وأتقنها واطلع على العديد من الكتب والقوانين الفرنسية ، كما قام بترجمة كتاب في التربية من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية .

بعد وفاة الخديوي توفيق عام 1892م ، تولى الخديوي عباس الحكم . وحاول محمد عبده تحقيق حلمه في الإصلاح والتطوير للأزهر ، والأوقاف ، والمحاكم الشرعية من خلال توطيد علاقته بالخديوي عباس ، وعندما تم تشكيل مجلس إدارة الأزهر برئاسة الشيخ « حسونة النواوي » عين محمد عبده عضوًا فيه ، ثم بعد ذلك أصبح مفتيًا للبلاد ([2]) .

أهمية محمد عبده عند العصرانيين والعلمانيين

يعتبر محمد عبده نقطة مهمة في مسيرة التغريب ، فهو أول من تكلم بحاجات الغرب الفكرية على أنها مطالب شرعية ، ولا يزال محمد عبده يذكر في المناهج الدراسية وغيرها على أنه من أئمة الإسلام ومن رواد حضارته . وأهلُ التنوير لا يزالون يقدمون محمد عبده على أنه رائد الاستنارة ، وليس أدل على ذلك من أنهم عقدوا مؤتموًا خاصًا عن الشيخ في القاهرة بعنوان « محمد عبده مفكرًا ورائدًا للاستنارة » ، وشارك في المؤتمر أساتذة من بلدان عديدة من الوطن العربي مما يدل على أن شهرة الرجل ليست محلية .

قال الأستاذ بسطامي سعيد : « كثيرة هي الأقلام التي تناولت الشيخ محمد عبده (1226-1323هـ /1849-1905م) بالدراسة والنقد والتمحيص لآرائه وأفكاره ، وقد بلغت إصلاحاته وآراؤه من الشهرة والذيوع ما يغني عن الدخول في تفصيلاتها . إنما نهتم هنا بالاتجاهات العصرانية عند محمد عبده ، والتي تظهر في كتاباته ، وبالأخص في تفسيره لبعض الآيات ، وفي بعض فتاواه ، مما يجعل مدرسته الفكرية تضاهي وتشابه في بعض نواحيها مدرسة سيد أحمد خان في الهند ، حتى ، حتى إن تلميذه رشيد رضا لا يخفي إعجابه بمقالة نشرتها في ذلك الوقت جريدة « الرياض » الهندية عنوانها : « هل ولد السيد أحمد خان ثانية بمصر وظهرت جريدته «تهذيب الأخلاق » بشكل المنار ؟! » ([3]) .


يعتبر محمد عبده رائد الإصلاح والتنوير في العصر الحديث ، فما معنى الإصلاح والتنوير المقصود : في الحقيقة أنها عبارات علمانية يقصدون بها الانحلال من الدين إلى الأفكار التحررية على حساب الدين ويتبين ذلك في آرائه وفتاويه .

محمد عبده ينكر السنة ويعتمد على القرآن فقط

كما قال أبو ريه تلميذه : قال لي الأستاذ الإمام محمد عبده ا : « إن المسلمين ليس لهم إمام في هذا العصر غير القرآن ، وإن الإسلام الصحيح هو ما كان عليه الصدر الأول قبل ظهور الفتن » ، وقال رحمه الله تعالى : « لا يمكن لهذه الأمة أن تقوم ما دامت هذه الكتب فيها ـ أي الكتب التي تدرس في الأزهر وأمثالها كما ذكره في الهامش ـ ، ولن تقوم إلا بالروح التي كانت في القرن الأول وهو القرآن وكل ما عداه فهو حجاب قائم بينه وبين العلم والعمل » اهـ ([4]) .

محمد عبده يرد أحاديث الآحاد في العقيدة
قال محمد عبده : « لا يمكن أن يعتبر حديث من أحاديث الآحاد دليلًا على العقيدة » ([5]) ، وهي فتنة قديمة ، قال أيوب السختياني (ت 131هـ) :
« إذا حدثت الرجل بالسنة ، فقال : دعك من هذا وحدثنا من القرآن فاعلم أنه ضال ومضل » ([6]) .
وللرد على هذه الطوام عليك بكتاب العلامة الألباني / « حديث الآحاد حجة في العقائد والأحكام » ، ورسالته « منزلة السنة وبيان أنه لا يستغني عنها بالقرآن » .

علاقة محمد عبده بالبهائية

كان الشيخ محمد عبده قد حرص خلال إحدى زياراته إلى بيروت سنة 1883م على الاجتماع برأس البهائية عباس أفندي ابن البهاء « صاحب الباب » ، ومؤسس نحلة البهائية والتي هي امتداد للبابية ، وأبدى إعجابه الشديد به . فكتب الأمير شكيب أرسلان الكاتب والأديب المعروف عن الإمام محمد عبده ، فصلًا تحت عنوان : « نبذة ثانية من سيرته في بيروت » . وتضمن هذا الفصل الوصف التالي لعلاقة الإمام محمد عبده بعباس أفندي : « لم يكن يطرأ على بيروت أحد من معارفه أو من الأعيان المشهورين إلا وقام بسنّة السلام عليه ، وقد يُجله ويحتفي به ولو كان مخالفًا له في العقيدة ، ولم أجده احتفل بأحد أكثر من احتفاله بعباس أفندي البهاء ، وكان يكرِم في عباس أفندي العلم والفضل والنبل والأخلاق العالية ، وكنا عباس أفندي يقابله بالمثل » ([7]) .
محمد عبده يصف الأزهر بالاصطبل

يقول غازي توبة : كما أن إعجابه بالثقافة الغربية هو الذي جعله يبالغ في انتقاص الأزهر مطلقًا عليه لفظ « الاصطبل أو المارستان أو المخروب » ، ويحاول إصلاحه وإصلاح التعليم كله على الطريقة الغربية ويقول :

« إن كان لي حظ من العلم الصحيح ، فإنني لم أحصله إلا بعد أن مكثت عشر سنين أكنس من دماغي ما علق فيه من وساخة الأزهر ، وهو إلى الآن لم يبلغ ما أريد له من النظافة » ([8]) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم
اهلا بكم . اسعد دوما بزيا راتكم
وابداء ارائكم وتعليقا تكم
فلا تبخلو علية بتوقعا تكم
امضاء ..
عصام حلمى الفقير الى الله